أبدى جهاز المخابرات الوطنية الأمريكي دعمه لاقتناء مؤسسة عسكرية لشركة NSO الإسرائيلية بهدف امتلاك تكنولوجيا التجسس المتطورة “بيغاسوس”، وهي نفسها التي اتهمت تقارير إسبانية مؤخرا المغربَ باستخدامها في عمليات تجسس استُهدف بها مسؤولون كبار في الحكومة الحالية وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بيدرو سانشيز.
وقال تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” صدر يوم أمس الأحد إن شركة التكنولوجيا والدفاع الأمريكية L3Harris تتفاوض مع الشركة الإسرائيلية من أجل إتمام الصفقة، وهو الأمر الذي يحظى بدعم من المخابرات الوطنية الأمريكية، كما أن المدير العام لوزارة الدفاع الأمريكية حضر اجتماعا واحدا على الأقل من الاجتماعات التفاوضية.
وإلى غاية الشهر الماضي لم يكن البيت الأبيض على اطلاع بالمفاوضات السرية، قبل أن ينكشف أمرها من خلال تسريبات صحفية، وأعلنت إدارة الرئيس جو بايدن اعتراضها على إتمام العملية، على اعتبار أن الأمر يمثل مراوغة لقرار وزارة التجارة الصادر العام الماضي بإدراج الشركة الإسرائيلية ضمن قائمة المؤسسة الممنوعة من مزاولة أنشطة تجارية.
ويستند القرار الأمريكي على تقارير تحدثت عن أن NSO باعت برنامج بيغاسوس للعديد من الدول بهدف استعماله للتجسس على مسؤولي بلدان أخرى وعلى أشخاص في المعارضة، ومن بين تلك الدول برزت السعودية والإمارات والبحرين والمكسيك والهند، إلى جانب المغرب الذي اتُهم بالتجسس على قادة دول أبرزهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وفي بداية ماي الماضي عاد هذا الموضوع إلى الواجهة بعد اعتراف الحكومة الإسبانية بتعرض هاتفي رئيس الوزراء بيدرو سانشيز ووزيرة الدفاع مارغاريتا روبليس، للاختراق من طرف برنامج خبيث، ثم كشفت الصحافة الإسبانية عن أن هاتف وزيرة الخارجية السابقة أرانتشا غونزاليس لايا بدوره تعرض للاستهادف من طرف برنامج “بيغاسوس”.
وحينها وُجهت الاتهامات للمغرب لكون أن الفترة التي تم فيها الأمر تصادفت مع ذروة الأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد، إثر دخول زعيم جبهم “البوليساريو” إبراهيم غالي إلى إسبانيا سرا، لكن الحكومة الإسبانية رفضت رسميا توجيه اي اتهام للرباط كما قررت عدم القيام باي إجراء قضائي ضد المغرب وإسرائيل، علما أنها هي أيضا اتُهمت باستخدام البرنامج للتجسس على معارضين سياسيين.