الرئيسية شمال المغرب دعم إسبانيا للحكم الذاتي في الصحراء.. أكبر ضربات الملك محمد السادس الدبلوماسية...

دعم إسبانيا للحكم الذاتي في الصحراء.. أكبر ضربات الملك محمد السادس الدبلوماسية في عام حكمه الثالث والعشرين

 

شكلت الرسالة التي بعث بها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز للملك محمد السادس بتاريخ 18 مارس 2022، مفاجأة كبيرة لجميع المتتبعين بمن فيهم العارفون الجيدون بخبايا صناعة القرار في مدريد، وذلك لأنها حملت إعلانا صريحا لأول مرة بدعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، وبالتالي إنهاء أزمة دبلوماسية صعبة.
وفي ظل تحقيق المغرب للعديد من الإنجازات في ملف الصحراء، ميدانيا ودبلوماسيا، كان أبرزها طرد عناصر البوليساريو من الكركارات في نونبر من سنة 2020 وثم الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء في دجنبر من نفس العام، وقعت وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، أرانتشا غونزاليس لايا، في المحظور حين قررت استضافة زعيم الجبهة الانفصالية سرا وبجواز جزائري مزور.
وكانت تلك بداية لخصومة طويلة بين الرباط ومدريد، اضطرت سانشيز للاستعانة بسفيره في فرنسا، خوسي مانويل ألباريس، الذي عينه وزيرا للخارجة خصيصا من أجل حل الأزمة الأسوأ مع المغرب منذ ما يقارب عقدين من الزمن، وهو الأمر الذي لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن ينتهي بإعلان مدريد دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي وبالتالي الاعتراف ضمنيا بمغربية الصحراء.
وشكلت زيارة رئيس الوزراء الإسباني للمغرب في شهر أبريل الماضي، ولقاؤه بالملك محمد السادس، بداية جديدة للعلاقة الثنائية بين البلدين، وذلك بعدما جرى التأكيد على الموقف الإسباني من ملف الصحراء، ثم الإعلان عن حل جميع الملفات العالقة على غرار إعادة فتح معبري سبتة ومليلية وعودة النشاط البحري وعملية عودة المهاجرين المغاربة المقيمين بالخارج إنطلاقا من موانئ إقليم الأندلس.
ومنذ ذلك التاريخ، أثبتت مدريد، من خلال خرجات رئيس وزرائها وأعضاء حكومتها أمام البرلمان ووسائل الإعلام، اقتناعها بأن الحكم الذاتي المغربي هو المفترح الأكثر جدية وواقعية ومصداقية، ورسخوا موقع المغرب كشريك سياسي واقتصادي أول لإسبانيا، وأن مصلحة البلدين تقتضي المضي قدما في هذا الخيار بما يعود على الضفتين بالنفع في الحاضر والمستقبل.

الأكثر قراءة