الرئيسية سياسة المغرب يكسب إسبانيا وألمانيا ويفقد كولومبيا وتونس في قضية الصحراء.. دول تنظر...

المغرب يكسب إسبانيا وألمانيا ويفقد كولومبيا وتونس في قضية الصحراء.. دول تنظر للأمام وأخرى تعيش في الماضي

يستمر مسلسل الشد والجذب بين المغرب والجزائر في قضية الصحراء، في صراع طويل يكاد يصل إلى عامه الخمسين، وأصبحت فيه دبلوماسية البلدين، التي يقودها في المملكة عاهل البلاد الملك محمد السادس، وفي “الجمهورية” الرئيس عبد المجيد تبون الذي يستمد قوته من الجيش، تلعبان العديد من الأوراق الحاسمة في سبيل حسم الملف.

ومؤخرا احتفت الجزائر ومعها جبهة “البوليساريو” بما تعتبره “انتصارات دبلوماسية”، تمثلت في إعادة كولومبيا اعترافها بالجبهة الانفصالية، بعد وصول مرشح أقصى اليسار، غوستافو بيترو، إلى رئاسة البلاد، ثم الاستقبال الرسمي لزعيم “البوليساريو” إبراهيم غالي، من طرف الرئيس التونسي قيس سعيد، باعتباره رئيس ما يسمى “الجمهورية الصحراوية”.

لكن قبل ذلك، وفي شهر يونيو، كان المغرب يكسب نقاطا أخرى في القارة الإفريقية، حين أعلن وزير خارجية الرأس الأخضر عن افتتاح قنصلية لبلاده في الداخلة، ثم قام نظيره من جمهورية الطوغو بافتتاح قنصلية في نفس المدينة، وقبل ايام أعلنت جمهورية بيرو دعم الحكم الذاتي المغربي في الصحراء.

لكن النظر إلى هذا الصراع الدبلوماسي لا يستقيم دون مراعاة حجم الدعم الذي يكسبه كل طرح، والجهة التي يصدر عنها، فبينما كانت البوليساريو تحتفي بكولومبيا وتونس، كانت أنالينا بيربوك، وزير الخارجية الألمانية، تجدد إشادة بلادها بمقترح الحكم الذاتي المغربي، تلاها وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس على نفس المنوال.

إن حجم الدعم الذي يتلقاه المغرب في السنوات الأخيرة، أكبر بكثير مما تتلقاها “البوليساريو” من حيث الكم، لكن الأهم والأكثر وضوحا هو طبيعة هذا الدعم، فالوحدة الترابية للمملكة أضحت تجد سندها لدى الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وهولندا، وإقليميا لدى دول عربية مؤثرة، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان والأردن.

ويعلم الجميع أن ما قامت به كولومبيا، ليس إلا غرقا في إيديولوجيا أقصى اليسار المشتاقة إلى حقبة الستينات والسبعينات، في حين يغرق الرئيس التونسي في نتائج قرارته التي يريد بها العودة إلى زمن “الحاكم بأمره”، حيث جميع السلط بين يديه وحده، ومن أجل ذلك يتلقى دعما جزائريا سياسيا وماليا يكاد يكون الوحيد في العالم.

في حين أن ما يؤثر حقا في ملف الصحراء، هو حجم الدعم الإفريقي، نظرا لرغبة المغرب في طرد البوليساريو من الاتحاد القاري، ثم دعم صناع القرار، والذين كانوا العام الماضي وراء القرار 2602 داخل مجلس الأمن الدولي، الذي ساندته أمريكا وفرنسا وبريطانيا والصين من بين الدول دائمة العضوية، مثيرة سخط الجزائر والجبهة الانفصالية، في مسلسل أضحى يتكرر كثيرا مؤخرا.

الأكثر قراءة