اتفق المغرب وإسبانيا والاتحاد الأوروبي يوم الجمعة على تعزيز تعاونهم الأمني لمحاربة شبكات الاتجار بالبشر بعد أن أظهرت الأحداث الأخيرة على مستوى سياج مليلية “الخطر الشديد والعنف” الذي تشكله هذه المنظمات.
وتأتي هذه الخطوة، بعد أسبوعين من المحاولة التراجيدية للعبور إلى مدينة مليلية على السياج الفاصل مع مدينة الناظور، والتي مات فيها ما لا يقل عن 23 مهاجرًا، وجرح المئات منهم وإصابة أفراد من القوات العمومية المغربية.
وفي هذا السياق، قام وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا ومفوضة الاتحاد الأوروبي للداخلية إيلفا يوهانسون بزيارة الرباط اليوم، لمناقشة إشكالات الهجرة مع نظيرتها المغربية في شخص وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت.
وتُشكل هذه الزيارة هي الأولى من نوعها للوزير الإسباني إلى المغرب، منذ تجاوز مدريد والرباط أزمتهما الثنائية في مارس الماضي، على الرغم من أن زيارة مارلاسكا كانت يومًا واحدًا، فقد تمحورت فقط حول مناقشة قضايا الهجرة وتحدياتها.
وعقِب الاجتماع مع وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، أصدرت المفوضية الأوروبية والمغرب بياناً مشتركا وتلتها إسبانيا ببيان ثانٍ، حث أعلن الأطراف التعاون الجديد في هذا الشأن، والذي سينتج عنه تعزيز التعاون الأمني، بما في ذلك التحقيقات المشتركة حول القضايا ذات الصلة.
وجاء في البيان المشترك الصادر عن الاتحاد الأوروبي والمغرب “بغض النظر عن الأبعاد التراجيدية الإنسانية، فإن هذه الأحداث أظهرت الخطر الشديد والعنف الذي تمارسه شبكات الاتجار بالبشر، والمستعدة لاقتراف أي مُخاطرة”، إذ وصف المصدر ذاته، أن ما حدث في مليلية يوم 24 يونيو تُعد “أساليب عمل جديدة شديدة العنف تبنتها الشبكات الإجرامية”.
وفي سياق مُتصل، وصف مارلاسكا الجار الجنوبي (المغرب) أنه “شريك موثوق به ومهم للاتحاد الأوروبي”، موضحاً أن “الشيء الوحيد الذي يطلبه” هو “مزيد من التنسيق والتعاون”، في توضيح لوسائل الإعلام التي تساءلت ما إذا كان المغرب طلب دعماً مالياً.
وأشار البيان المشترك الصادر اليوم إلى أن هناك “احترام للحقوق الأساسية كقيمة يتقاسمها المغرب والاتحاد الأوروبي”، كما أن المغرب “شريك استراتيجي” لأوروبا، ويُعد أكثر النماذج نجاحاً إدارة الهجرة “تقدما”.