قررت الجزائر إلغاء التعاقد الذي جمعها مع إسبانيا العام الماضي، والمتعلق بطائرات إخماد حرائق الغابات، وذلك في سياق غضبها ضد مدريد بعد قيام حكومة بيدرو سانشيز دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، الأمر الذي نجمت عنه أزمة دبلوماسية هي الأسوأ من نوعها بين العاصمتين.
وأكدت صحيفة “إل إسبانيول” أن السلطات الجزائرية قررت إنهاء تعاقدها مع شركة “بليسا”، وهو الأمر الذي يأتي في فترة تنتشر فيه حرائق الغابات بدول البحر الأبيض المتوسط بما في ذلك إسبانيا والمغرب المجاورتان للجزائر، لذلك فإن حكومتها قررت البحث عن بديل.
ووفق المصدر نفسه فإن الجزائريين قرروا التوجه إلى روسيا لطلب الاستعانة بطائراتها المخصصة لإطفاء الحرائق، تحسبا لاندلاعها على غرار ما حدث شمال البلاد صيف العام الماضي، علما أن حرائق منطقة القبائل كانت السبب وراء الاستعانة بالشركة الإسبانية.
وكانت الجزائر قد عانت من الحرائق في منطقة تيزي وزو والتي خلفت سقوط أرواح عناصر الجيش والإطفائيين بالإضافة إلى دمار كبير في الغطاء الغابوي، ورفضت حينها عرضا مغربيا بمدها مجانا بطائرات “كنادير” مفضلة طلب المساعدة من إسبانيا ودول أوروبية أخرى.
وكانت الرئاسة الجزائرية قد قررت تجميد العمل باتفاقية الصداقة والتعاون وحسن الجوار التي وقعتها مع إسبانيا سنة 2002، وقبل ذلك استدعت سفيرها من مدريد، بعد أن اعتبرت مدريد أن مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء هو الكفيل بحل النزاع، باعتباره جديا ووواقعيا وذا مصداقية.